القائمة الرئيسية

الصفحات


 بدون توجيهات للكاميرا.... رجاءا

لاتكتب حركات أو توجيهات للكاميرا، انها حقا مزعجة وتدمر انتباه القارئ على القصة ثم تحرمه من التخيل والدخول في الجو المفترض للصورة في خياله. القاريء يتصور طاقم التصوير على الشاشة حين يقرأ حركات الكاميرا، انها ليست من اختصاصك. انت كاتب ولست مخرج. لاتكتبها أبدا اذا كنت تريد أن تجعل القارئ يركز على سير القصة،. انها علامة على ضعف الكاتب، وكذلك فهي غير مقبولة من أي قارئ أو شركة انتاج، ثم ان المخرج يتجاهلها أولا وأخيرا علاوة على ان توجيهات الكاميرا هذه لاتغطي الفعل أو الحدث في السيناريو .بل تطوقه وتتركه لسرد الحوار أو الموسيقى

:لاتكتب هكذا

لقطة ق ج. أقدام 

تمشي الى نهاية الممر. الكاميرا "تراك" مع الاقدام الى ان تختفي خلف الباب

: إنها تكتب بهذه الطريقة

أقدام 

... تمشي إلى نهاية الممر ثم تختفي خلف الباب

الآن. هي لقطة ق ج. لكن واقعية. لأن القارئ يرى ما يريد له الكاتب أن يرى، ويتصور بذهنه ما يريد المخرج 

حاول أن تكتب المشهد بصريا وليس حواريا، ما نراه هو أقوى مما نسمعه، كتمرين جيد لك في الكتابة ، اكتب الفكرة في مشاهد صامتة. إن هذا لايعني أن الحوار هو ضعف في الإبداع كما يتصور عشاق السينما المثاليين، بل انه تنويه لبعض الكتاب الذين يضعون الحوار في مناسبة أو غير مناسبة، كلما كان الحوار قليلا كلما كانت الصورة أكثر تأثيرا وفعالية

اكتب فقط ماتراه وما تسمعه

:بعض الكتّاب المبتدئين يكتبون هكذا

داخلي. بيت أحمد - المطبخ – نهار 

عائلة أحمد انتقلوا حديثا الى بيتهم الجديد، بيت ريفي صغير خارج المدينة، لكن هذا لم يكن مريحا. كانوا جميعا غير مرتاحين لعدة أيام

ماذا نستطيع أن نرى في أشخاص يجلسون في المطبخ، كيف سنرى كم من الوقت قضوا في البيت كما هو مكتوب، أو كيف تبدوا المنطقة في الخارج؟ كيف نرى انهم غير مرتاحين لبعضهم البعض؟ المشاهدين لايقرأون الوصف المكتوب صحيح؟

بعض الكتّاب المبتدئين يكتبون هذه الأسطر ليعرفون ماذا سيكتبون، ثم يمسحونها. جيد، البعض يبقي هذه الاسطر. هذا غير مقبول

.عليك أن تركز على ماترى وما تسمع. الشيطان يدخل في التفاصيل

خارجي. بيت أحمد – نهار 

.بيت ريفي،صغير، الحشيش في الحديقة ميت ونخلة واقفة عن النمو 

جبال خضراء في الافق

داخلي.بيت أحمد – مطبخ – نهار 

بعض الصناديق ركنت في جانب واحد. مشدود بها حبل لاعطاء مكان كافي لصحون متسخة منذ ثلاثة أيام 

المزيد من الصناديق على الأرض. الحنفية تقطّر. هيفاء مسرعة، تكوّم الصحون في الحوض

(ندى )خ. ش 

هيفاء

هيفاء 

انا أعمل

(ندى )خ. ش 

هيفـــاء

هيفاء تضع اخر ماعون في الحوض، تركض الى جانب غرفة الجلوس

هيفاء 

انا أكره هذا البيت! أكرهه 

أكرهه! أكرهه! لماذا كان علينا 

أن نرحل؟

ثم تعدو الى الجانب الآخر. الباب الأمامي يصدر صوتا عند فتحه ويغلق بقوة

:ندى تسترخي. تطفيئ سيجارتها في الحوض. تحكي مع نفسها

ندى 

أنا أيضا أكرهه ، حبيبتي. لكنه فقط 

لفترة قصيرة

 

بهذه الطريقة نفهم تعاسة الحياة التي تعيشها الشخصيات. لاحظ انني لم أكتب شيئا لاتسمعه أو لاتراه 

وكذلك قسمّت فقرات الفعل في المشهد. هذا ما يقترح زوايا كاميرا ولقطات و بدون تشويش على الفكرة، وكذلك يلبي مايريده المنتجين في صياغة الصفحة التي تستغرق دقيقة واحدة من زمن الفلم الفعلي 


هل اعجبك الموضوع :
انا مخرج وروائي وسيناريست وعملت بعدد من الوظائف داخل الحقل السينمائي

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. بعد اذنك ارسل لي رقم الواتس الخاص بك على هذه النمره. 01001894823

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع